‪Google+‬‏ عقول بلا فيروسات: لماذا نفشل ونتخبط رغم حرصنا على النجاح ؟!!

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

لماذا نفشل ونتخبط رغم حرصنا على النجاح ؟!!

1044856_567350923307445_1072628107_nلطالما حيَّر هذا الامر شبابا وفتيات ورجالا ونساء يعانون من الاخفاق والتخبط في تحقيق النتائج رغم رغبتهم الملحة والشديدة وسعيهم بالفعل لتحقيق هذا النجاح .

وهناك أسباب كثيرة ينتج عنها الاخفاق فى الحياة او بعض جوانب حياتنا ولكن سأستعرض هنا أهم وأخطر هذه الاسباب على الاطلاق والاسباب عديدة وسوف اتناولها تباعا في تدوينات لاحقة ولكن هنا سأستعرض الأهم ، المشكلة يا أصدقائي ليست فى ضعف او قوة الرغبة وحدها ، المشكلة الحقيقية أن عقولنا دأبت وتعودت على التفكير بأسلوب الاجمال وهو ما يعرف بطريقة الجشطالت – العقل ينتبه الى الامور بالكلية ثم يبدأ بعدها بالتفصيل وليس العكس .

  • انت تعرف ما تريد إجمالا ولكنك تفتقد إلى معرفة التفاصيل (تحديد طريق الهدف).

وفي تجربة بسيطة يمكنك ان تختبرها بنفسك ، احضر احدى العاب البازل ( وهى العاب تجميع القطع التى تكون اشكال او اجسام كبيرة ) وابدأ فى تجميع القطع وانت لا تعرف من البداية الشكل الذي تحاول الوصول اليه (عليك ان تستنتج ما هو الشكل الذي يمكن ان تكونه هذه القطع ) واحسب كم الوقت الذي سوف تستغرقه للوصول الى تجميع الشكل بالكامل .

ثم قم بنفس التجربة مع شكل آخر ولكن اعرف الشكل المراد تجميعه اولا ثم ابدأ فى تجميع القطع المتناثرة والمفككة واحسب الوقت الذي تستغرقه فى عملية التجميع ، بمقارنة الوقت الاول بالوقت الثانى ستجد انك تستغرق وقتا كثيرا يبلغ اضعاف اضعاف الوقت الثانى والذي تستغرقه وانت لديك صورة اجمالية مسبقة قبل تجميع التفاصيل .

ويمكنك عكس الامر بحيث امتلك صورة اجمالية ثم عليك البحث عن القطع الصغيرة التى يمكنك من خلال تجميعها انتاج الشكل الذي تريد وهو جوهر ما نقوم به فى حياتنا على الحقيقة ، حيث اننا نعرف جيدا ما نريد ان نحصل عليه ولكننا للأسف نعرف بطريقة خاطئة تماما نتيجة لما اعتاد عليه عقلنا فى التعامل مع الاجمالى وليس التفاصيل .

حيث اننا نعرف اننا نريد ان نكون اغنياء ولكننا لا نهتم بتفاصيل تحقيق وغالبا لا نملك تصورا مسبقا لخطوات تحقيق هذه الغاية وهذا الهدف بقدر اهتمامنا بالغاية المجردة التى نريدها .

ومثال علي ذلك كثيرا ما تجد شباب يريدون السفر وترك او هجر أوطانهم لأسباب كثيرة ويسعون بكل شكل الى تحقيق هذه الغاية ولكنهم للأسف لا يملكون اى تصور عن التفاصيل الصغيرة لتحقيق هذه الغاية مثل ما هى الدولة البديلة التى يريدها ؟ ، وماذا يحتاج من مال ليسافر اليها وما يريد تعلمه كاللغة او مهارات معينة ؟ وماذا بعد ان يذهب اليها ؟ ماذا سيفعل ؟ وهكذا من التفاصيل التى نجدها مملة وبعضنا يعتبرها مثبطة .

ولكن في الحقيقة نجاح البعض في الحياة يأتى من قدرتهم على الاجابة على هذه الاسئلة وتصور كل خطوات التنفيذ لتحقيق الهدف ، وهو ما يسمى فى مجال التنمية البشرية بتحديد الهدف (وتحديد الهدف يشمل الوقت والزمن والمكان والاشخاص المجاورين لك فى الهدف – العالم المحيط )

وتحديد الهدف اولا ثم تحديد كافة خطوات التنفيذ هو ما يعرف بالتخطيط – وعندما تكون خطوات التنفيذ واقعية وتتناسب مع الممكن والمتاح تكون الخطة جيدة وغالبا تحقق اهدافها .

ولا تعتقد ان الامر صعب ويحتاج الى وقت كثير فى تعلمه بل يمكنك ان تبدأ فورا فى الاعتياد عليه بخطوات سهلة وبسيطة ولكنها مبهرة فى عائد نتائجها على شخصيتك واسلوب تفكيرك ومن امثلة هذه الخطوات الصغيرة :

1- قبل جلوسك على الانترنت للبحث او العمل : – حدد خطوات عملك واكتب هدفك من جلستك على الانترنت واكتبه على ورقة وضعه امامك على شاشة الكمبيوتر ودرب نفسك على الالتزام بتحقيق الهدف وتحقيق الخطوات التى سوف تحددها قبل البدء فى الجلسة – فقل لنفسك مثلا اذا كنت تبحث عن شيء على الانترنت (ماهى مواقع البحث التى سوف استخدمها – وما هى المواقع التى سوف ادخل اليها فى نتائج البحث ) ولا تترك نفسك لما يبهرك او يجذب نظرك من هنا وهناك ، فأنا عن نفسى لطالما جلست على الانترنت للبحث عن شيء معين او لإرسال رسالة او لكتابة شيء محدد ولكننى افاجأ اننى استغرقت ساعات طويلة منشغل بأشياء لم اكن اريدها وربما تنتهى جلستى ولم افعل ما كنت اريده بالفعل .. فلا تستهين بهذا التدريب فانه يحمل الكثير من عملية ضبط الذات .

2- حدد خطوات اليوم : ربما كثيرا من الشباب يستيقظ يوميا ولا يملك اى تصور مسبق عن يومه كيف سيقضيه وماذا سوف يفعل ويعتمد على فكرة توافر الظروف التى تشغله او يعتبر ان الاعمال الروتينية لا تستدعى منه ان يفكر فى شيء .. الخ ، خطأ قبل ان تنام يوميا اكتب فى ورقة صغيرة ما تنوى فعله غدا وابدأ بالبديهيات كالعمل وقضاء طلبات البيت ثم يجب عليك ان تضع شيئا لست معتادا على فعله كالذهاب الى حديقة عامة معينة وقضاء ساعة فيها – ربما انت لا تريد ذلك فعلا – ولكنك بذلك تدرب نفسك ببطء تفاعلى على قدرة تحديد هدف والتخطيط لتحقيقه .

3- تخيل ترتيبا لغرفتك غير ماهى عليه الان : اجلس فى غرفتك وتخيل اماكن مختلفة للأشياء الثابتة فيها كالدولاب والفراش والمكتب وتخيل المكتب مكان الفراش او الدولاب مكان المكتب ورتبها جيدا فى خيالك اولا قطعة قطعة وركنا ركنا ثم اكتب خطوات الترتيب الجديدة التى سوف تقوم بها على ورقة فمثلا اكتب : 1- احرك السرير الاول (وربما يحتاج هذا الى رفع المرتبة اولا ووضعها جانبا ) 2- تحريك المكتب بحرص وبطء الى مكان السرير 3- تفريغ الدولاب من محتوياته على سطح المكتب لتحريكه بسهوله 4- تحريك الدولاب الى الناحية الاخرى بجوار البلكونة 5- اعادة الاغراض الى الدولاب وترتيبها اثناء اعادتها .

- ربما تتعجب مما تقرأ ولكنك لا تدرك على الحقيقة كم الانتفاع الذي تحققه من هذه التدريبات الخفيفة وربما لو كنتى انثى تقررى ان تكتبى كل خطوات اعداد طعام اليوم (ورب قائل ولماذا كل هذا فأنا اقوم بهذه الاشياء دون تفكير كثير) .

اقول لك ليست المشكلة ان تفعل هذه الاشياء فليس هذا هو المطلوب ، وانما المطلوب تدريب ذاتك تدريبا ذاتيا على الانضباط الفكرى بتحضير واستدعاء التفاصيل فهى ثلثى القدرة على تحقيق اهدافك فى الحياة ولأننا غير مدربين للأسف وعشوائيين فإننا نتخبط كثيرا عن السير في محيط حياتنا لتحقيق اهدافنا لأننا نفكر فى الهدف اولا (وهذا طبيعى ) ثم نتحرك على امل ان تتوفر التفاصيل وهذا هو عين الخطأ

وفى التدوينة القادمة ان شاء الله سأتناول السبب الثانى من اسباب الاخفاق وهو كذلك لا يقل خطورة ما ذكرناه اليوم ، ارجوا الله لكم التوفيق والسداد وصالح الاعمال .

مدرب سالم ورَّاد .

هناك تعليق واحد :

  1. ربما احتاج خطط بديلة ومحفزات تعينى ان اظل على نفس الحماس للنهاية

    ردحذف

الاخوة والاخوات رجاء عدم استخدام اي كلمات نابية او عنصرية او مسيئة للاديان والاشخاص ولكم جميعكم فائق التقدير والاحترام .

‪Google+‬‏